جريمة قتل ثلاثة مسلمين في كارولينا تفضح صحافة ..أنا شارلي..

أثار الإعلام العالمي الدنيا ولم يقعدها، عندما أقدم شابان يقال إنهما فرنسيان من أصول جزائرية، على اغتيال صحفيي -شارلي إبدو- الفرنسية المعروفة باستفزازها المتواصل للمسلمين، من خلال إساءاتها المتكررة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وخصصت كل برامجها وحصصها الإخبارية للتنديد بـ"فعلة الإخوان كواشي" ووصف الإسلام والمسلمين بالإرهاب، بذريعة الدفاع عن حرية الرأي والتعبير، رغم تشكيك العديد من المختصين في الجانب الأمني في كون الحادثة مفبركة ، ولكن كل تلك الأبواق اختفت، عندما قام متطرف أمريكي باغتيال ثلاثة طلبة مسلمين دون أي ذنب اقترفوه.وفي هذا السياق، أكد الإعلامي السابق في إذاعة "مونتي كارلو" الدولية عبد الكريم حاج مهدي، أن الإعلام الغربي إعلام موجه، يعمل وفق أجندة سياسية تخدم مصالح الغرب بالدرجة الأولي، وكلما تعلق الأمر بالإسلام كدين أو المسلمين، وتابع المتحدث في سياق متصل: "فموقف الإعلام هنا واضح، كل الأطروحات مبنية على خلفية مكافحة الإرهاب"، وانتقد الإعلامي حاج مهدي سلوك بعض أفراد الجالية الذين أساؤوا في الخارج لصورة الإسلام، قائلا: "علينا أن نعترف أن الخلل فينا كمسلمين وليس فيهم كغربيين، لأن المسلم للأسف أعطى صورة لدينه وعن نفسه لا تتماشي وتعاليم الدين الحنيف، والغرب استغل هذه الفجوة، أي التطرّف، ليبني عليها فهمه الخاطئ لنا، ويعمل على محاربتنا بكل الوسائل، خاصة الإعلام الموجه، لأن الإعلام السياسي عند الغرب خلق للدفاع عن مصالحه أولا، ودحض كل من يهدد استقرار وأمن أوطانهم، والمسلم للأسف في نظرهم يبقي إرهابيا".ومن جهته، طالب الشيخ عبد الفتاح حمداش رئيس حزب الصحوة غير المعتمد، حكومات الدول العربية بإيفاد وزراء خارجيتها، بالذهاب إلى أمريكا والوقوف هناك للتنديد بهذا العمل الإرهابي والعنصري، كما فعلوا في حادثة "شارلي إبدو"، عندما وقف الرؤساء العرب إلى جانب رؤوس الإرهاب في العالم للتنديد ضد الحادثة، وبتكليف سفرائها هناك، بإعداد نشاطات للتنديد ضد قتل الطالبة الثلاثة المسلمين.وفي المقابل، طالب الشيخ الدول الأوربية بضرورة سن قوانين تجرم التعرض للإسلام والمسلمين، وتلزم باحترام الجالية المسلمة، وحمايتها، كما تفعل الدول العربية عندما يتعلق الأمر بتواجد الرعايا الأجانب على ترابها: "نحن نطالب بردة فعل رسمية وإعلامية وقانونية للدول الأوربية ضد التمييز العنصري، وسن قانون لمعاقبة كل من يتعدى على الإسلام والمسلمين".وتأسف الشيخ عبد الفتاح حمداش، للطريقة التي يتعامل بها الإعلام الغربي مع حادثة قتل الطلبة الثلاثة المسلمين من جنسية فلسطينية قائلا: "للأسف، الإعلام الغربي يتعامل بازدواجية في المعايير فـ"الاسلاموفوبيا" لها أشكال وأنواع، نوع دموي وفكري وعنصري وتمييز سياسي، وحتى في جانب الحقوق والمواطنة، الإعلام لم يعط هذه الجريمة حقها من الشجب والإنكار، لأنها دماء مسلمة، ولو قتل ثلاث طلاب أمريكين أو أوروبيين لأقاموا الدنيا بالتهويل، ورمي الإسلام والمسلمين بشتى الصنوف من الطعون والشتائم والقذف"، مشيرا إلى أن أكثر من 40 مليون مسلم يعيشون تحت حصار إعلامي غربي، حيث قال: "هؤلاء تمارس ضدهم كل أنواع وأشكال الإقصاء والتهميش والعنصرية والمقايضة في العمل، بالإضافة إلى عدم حصولهم على  حقوقهم كاملة".وذكر عبد العزيز بوسعيد، وهو إطار جزائري يقيم في نيويورك، أن الجريمة التي ارتكبها احد المتطرفين الامركيين كانت صادمة، ولكنها غير مستبعدة في مناطق الوسط الأمريكي، مشيرا إلى أن الجالية المسلمة قامت بعدة مظاهرات للتنديد بالحادثة، وإجبار السلطات الفدرالية القضائية الـ"اف بي أي"، بتولي ملف الجريمة العنصرية، مشيرا إلى أن الجالية هناك تحضر لمظاهرات أخرى يوم الجمعة.ومن جهته، ندد رئيس مرصد "الاسلاموفوبيا"، ومستشار مسجد باريس، عبد الله زكري، بالحادثة، مؤكدا أن وضع المسلمين في فرنسا أو في أمريكا هو نفسه، وان حادثة قتل الطلبة المسلمين الثلاثة جاءت ثأرا لصحفيي "شارلي إبدو"!! وان المسلم يملك معنى واحدا في ذهنية الأوربيين والغربيين وهو "إرهابي".ودق عبد الله زكري ناقوس الخطر بخصوص تنامي وتصاعد التمييز العنصري وسلوكات العنف ضد المسلمين، مشيرا الى انها لم تشهد ارتفاعا كما تشهده الان، واعتبر ان ما يحدث في فرنسا وامريكا وغيرهما من الدول الغربية من أحداث ضد المسلمين، هو انزلاق سياسي وامني خطير، مشيرا الى ان المجتمع الفرنسي أصبح ينظر إلى المسلمين على أساس انهم إرهابيون، منتقدا بعض السياسيين الذين يعملون على تغذية الاسلاموفوبيا